[size=35]اقتحمت الملكة (ايزابيلا ) جناح الملك (فرناندو) وهي تهتف في توتر بالغ :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]مصيبة ايها الملك مصيبة [/size]
[size=35]هب الملك من فراشه وهو يقول في قلق :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]اية مصيبة يا عزيزتي (ايزابيلا ) تلك التي تحدث قرب الفجر هل هاجم العرب حدودنا ؟[/size]
[size=35]عقدت حاجبيها وهي تقول :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]لم يحن وقت هذا بعد [/size]
[size=35]ثم دفعت اليه رقعة صغيرة مستطردة :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]هناك فارس يطارد (رودريك ) ويسعي لانتزاع الخريطة منه [/size]
[size=35]هتف في ضيق :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]فارس واحد ؟! أأصابك كل هذا الذعر من اجل فارس واحد ؟![/size]
[size=35]قالت في
:[/size]
[size=35]- [/size][size=35]انك لم تقرأ بعد ذلك الوصف الذي وصفته (راشيل) لذلك الفارس [/size]
[size=35]تثاءب وهو يسألها :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]من (راشيل ) هذه وصيفة جديدة من وصيفاتك ؟ كيف لم يسبق لي ان رايتها ؟[/size]
[size=35]حدجته بنظرة محنقة وهي تقول :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]اطمئن ايها الشره انها ليست واحدة من وصيفاتي ولن يسعدك ابدا ان تراها فهي الصورة المناقضة تماما لوصيفتي (غالا) التي تتسلل الي حجرتها سرا في ليالي الشتاء الباردة [/size]
[size=35]عقد حاجبيه وهو يقول في خشونة :[/size]
[size=35]- حسنا ماذا تقول (راشيل ) هذه عن الفارس ؟[/size]
[size=35]اجابته في حدة :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]تقول انه يرتدي زيا ابيض اللون ويتمنطق بنطاق وسيف اخضرين ويضع علي راسه خوذة من الفضة و [/size]
[size=35]قاطعها في انفعال :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]ويمتطي جوادا بلا سرج او لجام [/size]
[size=35]قالت في حزم :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]تماما [/size]
[size=35]انعقد حاجباه في شدة وتمتم :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]مستحيل ![/size]
[size=35]وتحسس جرحا قديما في ذراعه قبل ان يستطرد في كراهية :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]الموتي لايعودون الي الحياة ابدا [/size]
[size=35]قالت في صوت حاسم :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]ولكن ابنائهم يكملون المسيرة [/size]
[size=35]التفت اليها يسألها في حزم :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]ماذا تعنين ؟[/size]
[size=35]اجابته في لهجة ذات مغزي خاص :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]هل تذكر كيف اختفي ذلك الوزير واختفي معه الابن الرضيع بعد مصرع الجميع [/size]
[size=35]اجابها في انفعال :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]انني اذكر هذا بالطبع [/size]
[size=35]ثم عاد يتحسس جرح ذراعه مستطردا في بغض :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]لقد اختفي الزي ايضا حتي اننا لم نعثر عليه [/size]
[size=35]قالت مبتسمة في خبث :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]هاهو ذا قد عاد [/size]
[size=35]ضرب قبضته في قائم فراشه صائحا :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]اللعنة !![/size]
[size=35]ثم بدا وكأنه قد امتلأ بحماس فائق وهو يستطرد :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]اخبريني اين نجد (رودريك ) وذلك الفارس الابيض [/size]
[size=35]اجابته في حماس مماثل :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]لقد اتخذا الطريق المباشر الي (قرطبة )[/size]
[size=35]ثم اضافت في لهفة :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]هل نرسل فرقة لنجدة (رودريك ) والقضاء علي ذلك الفارس؟[/size]
[size=35]هز راسه نفيا وقال :[/size]
[size=35]- لا ارسال فرقة كاملة قد يثير العرب لتبدأ بيننا وبينهم حرب لم نستعد لها بعد [/size]
[size=35]وابتسم ابتسامة واثقة مستطردا :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]ثم ان (رودريك ) هذا – حسبما اعلم - فارس عظيم لايحتاج الي فرقة كاملة لهزيمة فارس واحد مهما كان هذا الفارس [/size]
[size=35]واتسعت ابتسامته وهو يستطرد :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]مالم يكن غرامه ل(غالا) قد استنزف حماسه وبأسه [/size]
[size=35]سالته في حدة :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]دعك من هذا واخبرني ماذا ستفعل ؟[/size]
[size=35]مط شفتيه وقال :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]سارسل ثلاثة من افضل فرساننا فحسب [/size]
[size=35]وعاد حاجباه ينعقدان وهو يقول :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]وساطلب منهم تمزيق ذلك الفارس اربا واحضار ثوبه الابيض هذا الي هنا تحت قدمي [/size]
[size=35]وفي اعماقه تأججت نيران الشر [/size]
[size=35] * * *[/size]
[size=35] كان السهم ينطلق نحو صدر الجواد العربي تماما دون ان يحاول (فارس) الابتعاد بجواده او الميل به يمنة او يسرة حتي ان (رودريك) هتف في ظفر :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]لقد وقعت ايها العربي [/size]
[size=35]ولكن هيهات [/size]
[size=35]لقد كان (رودريك) الاسباني يواجه فارسا عربيا متميزا [/size]
[size=35]كان يواجه (فارس الاندلس )[/size]
[size=35]لقد انتظر (فارس) حتي صار السهم علي قيد امتار قليلة من صدر جواده ثم جذب معرفة الجواد صائحا :[/size]
[size=35]- الان يا (رفيق) [/size]
[size=35] وفي مشهد رائع واداء مذهل لم ير (رودريك) مثله في حياته كلها رفع الجواد الابيض قائمتيه الاماميتين وقفز [/size]
[size=35]بل طار في الهواء [/size]
[size=35]وشاهد (رودريك) - في ذهول - سهمه يمرق اسفل الجواد الابيض الذي تجاوز السهم بوثبة مدهشة قبل ان يستقر مرة اخري علي قوائمه ويواصل عدوه نحوه [/size]
[size=35] ومن شدة المفأجاة لم يتحرك (رودريك) قيد انملة حتي بلغه (فارس) وجواده واعتدل (فارس) علي صهوة جواده الاصيل وقال:[/size]
[size=35]- [/size][size=35]الخريطة ايها (القشتالي ) [/size]
[size=35]عقد (رودريك) حاجبيه في
واستل سيفه قائلا :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]اهبط وخذها بنفسك ايها العربي [/size]
[size=35]وثب (فارس) من علي صهوة جواده الي الارض واستل سيفه بدوره وهو يقول في حزم :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]كما تشاء يارجل [/size]
[size=35]ابتسم (رودريك) في سخرية محاولا النيل من ثقة خصمه وهو يقول:[/size]
[size=35]- [/size][size=35]اذا فانت تتصور نفسك فارسا فتقود جوادك دون سرج اولجام وتقاتل دون درع [/size]
[size=35]اشرقت الشمس في اللحظة ذاتها وانعكست اشعتها علي الخوذة الفضية والسيف الحاد فبدا (فارس) اشبه ببطل اسطوري وهو يجيب :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]قاتل يا رجل وكف عن اللغو و الحديث [/size]
[size=35]القي (رودريك) درعه جانبا وهوينقض هاتفا:[/size]
[size=35]- فليكن [/size]
[size=35]والتقي الفارسان وسيفاهما وتعالي صليل السيوف في الوادي [/size]
[size=35]مبارزة قوية هي [/size]
[size=35]السيوف تتصادم وتتباعد [/size]
[size=35]الانفاس تعلو وتهبط [/size]
[size=35]القلوب تبض وتخفق [/size]
[size=35]والفارسان يتقاتلان [/size]
[size=35]لم تكد مجرد مبارزة بين رجلين [/size]
[size=35]او مصارعة فارسين [/size]
[size=35]بل كانت قتال مبدأ ومنشأ وهدف [/size]
[size=35]وهتف (رودريك) وقد انهكه القتال :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]رائع ايها العربي انك تقاتل كفارس صنديد علي الرغم من صغر عمرك [/size]
[size=35]اجابه (فارس) وهو يهوي عليه بسيفه :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]العمر لايقاس بالسنوات يارجل وانما بالخبرات [/size]
[size=35]اطلق (رودريك) ضحكة ساخرة وهتف :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]هكذا ؟! ذق اذن خبرة فارس قديم [/size]
[size=35]قالها وتراجع في حركة حادة ثم انقض بسيفه علي قلب (فارس) مباشرة [/size]
[size=35]وفي سرعة ومهارة مال (فارس) جانبا ثم قفز الي اعلي وتحركت قدمه وذراعه في ان واحد فضربت قدمه صدر (رودريك) في حين هوت يده بسيفه علي سيف (القشتالي)[/size]
[size=35]وطار سيف (رودريك) بعيدا وانغرس في الارض الخضراء في حين سقط صاحبه علي ظهره وهو يهتف :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]اللعنة !![/size]
[size=35]وبقفزة ماهرة اصبح (فارس) عند راس (رودريك) تماما ثم رفع سيفه وضرب به راس هذا الاخير [/size]
[size=35] وتجمدت الدماء في عروق (رودريك) وتصور أن النصل الحاد سيغوص في صدره الا انه لم يلبث ان شعر بدهشة عارمة عندما اكتفت ذبابة النصل بمس صدره لتقطع ذلك النطاق الجلدي الرقيق المربوط علي صدره وتلتقط خريطة الدفاعات وتلقي بها عاليا في الهواء لتلتقطها قبضة (فارس ) في رشاقة مدهشة [/size]
[size=35]وفي هدوء وثقة فض (فارس) الخريطة وقال في ارتياح :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]انها هي [/size]
[size=35]ثم استدار وابتعد في هدوء فنهض (رودريك) يهتف به في دهشة :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]لماذا لم تقتلني ؟[/size]
[size=35] اجابه (فارس) في بساطة وهو يعيد سيفه الي غمده ويلتقط من جيبه – في حرص – قنينة صغيرة داخل غلاف جلدي سميك :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]لست اهوي اراقة الدماء بلا طائل [/size]
[size=35]هتف (رودريك) في دهشة :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]بلا طائل ؟[/size]
[size=35]لم يلتفت اليه (فارس) وانما راح يسكب محتويات القنينة علي الخريطة التي تصاعدت منها ادخنة كثيفة وراحت تتاكل في سرعة فهتف (رودريك) في جزع :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]ماذا فعلت بها ؟[/size]
[size=35]اشار (فارس ) الي القنينة قائلا :[/size]
[size=35]- انه زيت الزاج الاخضر [url=#_ftn1][1][/url] انه يحرق الاوراق بلا نار [/size]
[size=35] حدق (رودريك) في الخريطة في ذهول وقد استحالت الي رماد محروق وتساقطت كهشيم اسود بين قدمي (فارس ) الذي ركلها في لامبالاة ثم اتجه نحو جواده فصاح به (رودريك) في
:[/size]
[size=35]- [/size][size=35]ولكنك لم تفز بعد [/size]
[size=35]قفز (فارس ) علي ظهر جواده وهويقول في هدوء :[/size]
[size=35]- اذهب الي حال سبيلك يا رجل لقد حصلت انا علي ما ابتغيه [/size]
[size=35]صاح (رودريك) في حدة :[/size]
[size=35]- هذا ما تظنه انني احفظ تلك الخريطة عن ظهر قلب [/size]
[size=35]ادار (فارس) جواده وهويقول :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]هراء [/size]
[size=35]صاح به (رودريك) :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]بل حقيقة ايها العربي انكم تركزون دفاعاتكم في (قصر الحمراء) وعلي الحدود الشمالية الشرقية و [/size]
[size=35]قاطعه (فارس) في حزم :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]كفي [/size]
[size=35]ثم عاد يستدير اليه بجواده مستطردا في ضيق :[/size]
[size=35]- انك لم تترك لي الخيار هيا استعد سيفك [/size]
[size=35]قفز (رودريك) يستعد سيفه ورفعه هاتفا :[/size]
[size=35]- [/size][size=35]المبارزة حتي الموت [/size]
[size=35]هبط (فارس ) من علي صهوة جواده قائلا :[/size]
[size=35]- نعم حتي الموت [/size]
[size=35]ومرة اخري تقارعت السيوف [/size]
[size=35]ولكن في هذه المرة كان القتال يختلف [/size]
[size=35]لم يكن هناك مجال للعفو او التنازل [/size]
[size=35]كانت مبارزة حاسمة [/size]
[size=35]وحتي الموت [/size]
[size=35] * * [/size]